السبت، 24 يناير 2009

عودة .. إلى الصفوف الخلفية



عادوا .. و عدت إليهم مرة أخرى ..

عدت إليهم بعد رحلة طويلة و مرهقة بين صفحات كتب و روايات يفترض أنها أكثر نضجا ..



و عادوا إلي بعد أن طال إنتظارهم في الصفوف الخلفية في مكتبتي وبعد أن غطى عليهم الكثير و الكثير من الكتب و القصص و الروايات الضخمة ..



و بعد أن ظنوا و ظننت أن شغفي بهم قد انتهى وولى إلي غير رجعة .. وظننت أنني قد أصبحت أكثر نضجا و تعقلا من أن أقر ألغاز طفولية لخمسة مغامرين .. وظنوا أنهم كانوا مجرد مرحلة مرت من حياتي و لن تعود مرة أخرى .. خالفت كل تلك الظنون و عدت إليهم ..



وعادوا هم أطفال برءاء كعهدي بهم .. مازالوا كما تركتهم أطفال .. أما أنا فعدت إليهم إنسانة أخرى مختلفة تماما عما تركتهم .. عدت وقد ارهقت و مللت من الكتب العميقة و الآراء المتزنة و الأفكار المنقحة العقلانية .. أرهقت فعلا من كلام الكبار .. و بي شوق للعودة إلى الأفكار البريئة الطفولية، و خوف من أن لا أجد لنفسي مكان بينهم ..



و لكنهم ببرائتهم المعهودة سمحوا لي بأن أعود للإجتماع معهم في حديقة منزل عاطف و لوزة .. و التجول معهم بالدراجات في شوارع المعادي .. و شرب الليمون المثلج ..



وعادوا للإنتظار بجوار فراشي والإختباء تحت وسادتي لنلتقي كل ليلة على ضوء الأباجورة الخافت كما اعتدنا أن نفعل قبلا ليأخذوني إلى ذلك العالم الطفولي الجميل بمشاكله البسيطة سهلة الحل ..





******




أنظر إلى مكتبتي الممتلئة الآن .. فأراني في كل رف من رفوفها ..وأرى ملامح فترات من حياتي عشتها بين صفحات الكتب على تلك الأرفف ..



في هذا الرف الصغير على اليمين أرى تلك القصص الرفيعة .. قصص المكتبة الخضراء .. التى ساهمت في بناء مملكة خيالية جميلة مترامية الأطراف بداخل رأسي ..



أذكر وقت أن كانت هي القصص الوحيدة الموجودة في مكتبي .. حينها كانت باقي الأرفف تمثل غرفا في منزل دميتي "باربي" .. كان في هذا الرف في الأعلى المطبخ و غرفة الجلوس .. أما هذا الرف بالأسفل فكان غرفة نومها .. وهنا كنت أضع فساتينها التي كنت أحيكها من قصاصات القماش الصغيرة ..



وعندما بدأت مرحلة المغامرين الخمسة و بدأت الكتب في الإزدياد شيئا فشيئا .. بدأت الكتب تزحف على منزل الدمية .. احتلت في البداية جزءا من غرفة نومها .. نعم هذا الرف بالأسفل .. وعاشوا في سلام جنبا إلى جنب .. حينها كان كل ما يشغلني هو شراء لغز جديد .. أو حياكة فستان جديد لدميتي لترتديه في زيارتها لدمية سارة أختي ..



إلى أن بدأ الصراع .. بدأ مع زيادة عدد الكتب و الروايات التي أقتنيها .. جزء مني يرفض أن تتقلص المساحة المخصصة للدمى في مكتبتي .. و جزء آخر يرى أن المكان الطبيعي للكتب هو أرفف المكتبة .. و أن غيرها دخلاء يجب أن يأخذوا جانبا ..



بدأ زحف الكتب يزداد و يتسع .. و بدأت الدمى تأخذ جانبا في المكتبة و في حياتي و اهتماماتي .. ولكن ظل الرف العلوي من المكتبة مخصصا للدمى و أخذت الكتب تتكدس في الأرفف السفلية .. و بدأت الأطماع التوسعية لكتبي تظهر على استحياء في كتاب أو كتابين يتسللان إلى الرف العلوي المخصص للدمى ..



و حين بدأت ألحظ ذلك وقفت في وجهها .. لن أقبل بأي حال من الأحوال أن تأتي تلك الأطماع على المساحة المخصصة لإهتماماتي الأخرى .. و كان الصدام .. "طب الكتب دي هتروح فين ؟؟؟ هتنام في الشارع؟؟"



و بدأت مباحثات طويلة مع نفسي إلى أن توصلنا إلى الحل .. ثلاثة أرفف جديدة أثبتها على الجدار بجوار فراشي للكتب الجديدة .. و كان الحل مقبولا من كل الأطراف .. وعاد السلام مرة أخرى..



و الآن و مع الزيادة في الكتب الجديدة وامتلاء الأرفف بها .. و مع بداية معرض الكتاب .. أظن أن تلك المشكلة في طريقها للظهور مرة أخرى ..



فهل ستصمد الدمى أمام الأحلام التوسعية المستمرة للكتب ؟؟

هناك 7 تعليقات:

mohamed ghalia يقول...

لا بد من الأحلام التوسعية للكتب
فالكتاب يبقى دائما
دمتى بكل الود
فى حفظ الله

غير معرف يقول...

l2 msh mwf2a 27kakan ll7k
labd mn al7faz 3la kramt
domytk "Barby w ala tsm7y bhzh al2fkar el5betha alty t7taoyha tlkom alkotb almo7tala an t3'tal
ma bka mn s3'arna wma bka mn br2tn
fena
B7b mdwntk gdn ya yasmnty f2gd fyha ma yomt3ny d2mn isALLAH 3la tol ll2mam ya rb

دعـاء عـلى يقول...

ياسمينتى (:
أشيائنا المتناقضه هى أجزاء منا لا غير و كما نحن شخص واحد لابد أن تتعايش تلك الأجزاء مع بعضها ...
ثم من وضع قاعده أن المكتبه للكتب فقط ؟ تقولين ذلك من باب العاده لا غير ...
احتفظى بالدمى مكانها و ابحثى للكتب عن مساحات أخرى ... ستجدين دوما درجا مختبئا أو منضده لا يحتاجها أحد أو حتى جزءا فى قاع خزانتك ...
ازدياد الكتب لن ينتهى لكن دميتك تستحق أن تبقى فى مكانها (:

medo يقول...

السلام عليكم
الاخت ياسمين
مع احترامي للاحلام التوسعية للكتب
واعترافي بحقها في المكتبة
الا ان باربي لها كل الحق في التحكم بالمكتبة لانها تمتلكها بوضع اليد
وماجعلك تفكرين في الموضوع يدل على حزنك الشديد على منزلها الذي صدر له قرار ازاله
وعلى راي المثل البيت بيت ابونا...
فكره الرفوف الجديده افضل من طرد اصحاب المكان من منزلهم
وشكرا...

Unknown يقول...

حدث لي أمر مشابه -لا أقصد الدمية طبعا- عندما قررت أني كبرت ولن أقرأ "ما وراء الطبيعة" :-)

ياسمين نعمان يقول...

محمد .. شكرا على تعليقك .. جزيت خيرا

نهى .. أنا أول مرة أشوف حد بيكتب لغة عربية فصحى بالطريقة دي .. حرام عليكي عذبتيني وأنا بقراها .. ده لا يمنع طبعا إني بفرح جداااااااااا بجد لما بلاقي تعليق منك، بس ياريت تنزلي ترجمة .. جزاك الله خيرا على تشجيعك، فعلا بيفرق معايا

دعاء .. إيه الكلام الكبير ده .. معاكي حق فعلا .. أنا للأسف يادودو معنديش موهبة الرد على التعليقات زيك .. ومش بعرف أقولك إيه وبحس إن ردودي مكررة.. بس انت أكيد حاسة إني بكون فعلا مبسوطة بتعليقك ..وللا إيه

ميدو .. جزيت خيرا على التعليق ..

أحمد على ..
إحم .. هي ماوراء الطبيعة مش بتاعة كبار
هو أنا لسه بقراها لحد دلوقتي ، وآخر مرة نزلت المعرض جبت الأعداد الجديدة .. وأعرف ناس كتير أكبر من لسة بيقروها عادي..
شكرا على تعليقك

دعـاء عـلى يقول...

لا موهبه و لا حاجه (:
بس لما بتيجى تردى على حد بتحبيه بيطلع كلامك من القلب ...
و ايه يا أحمد الكلام ده انت محسسنى انك بتتكلم عن مجله ميكى مش ما وراء الطبيعه
ده أنا لسه ضاربه آخر عدد امبارح قبل ما أنام (:
متخافيش يا سمسمه دى بتاعه كبار و الله (: