يوم الأحد
توقظها أمها بصعوبة .. فنومها ثقيل جدا .. و خاصة في بداية الأسبوع، حيث تسهر في أجازة نهاية كل أسبوع لتقضي أكبر و قت ممكن مع والدها الذي تضطره ظروف عمله للسفر أسبوعيا..
تفعل كل شيء من طقوس الصباح و هي تقريبا نائمة .. من أول غسل وجهها الى ارتداء ملابسها..
أحيانا تنام أثناء تناولها الإفطار .. فتوقطها أمها لتمضغ الطعام .. ثم تنام .. فتوقظها لتبلعه ..
أثناء نزولها في المصعد تسألها أمها : فين شنطتك يا ياسمين؟
فتجيب في براءة: نسيتها في البيت ..
فيصعدون مرة أخرى لإحضارها..
في الطريق تسير ممسكة بيد أمها من ناحية و أختها من ناحية، و أخوها يسير بجانبهم لأنه أكبرهم ..
تتشبث بيد أمها أكثر ليقوموا بالمغامرة اليومية لعبور الطريق، و تنظر يمينا و يسارا كما علمتها أمها"مع أن الطريق إتجاه واحد" ..
كانت ترى أن السيارات المسرعة و البوتجاز هما من أعظم الأخطار التي تهدد البشرية، و لو أطاع الأطفال ذويهم و ابتعدوا عن البوتجاز، و أمسكو بأيديهم أثناء عبور الشارع .. لعاشت البشرية في سلام ..
يسيرون جنبا الى جنب في طريقهم .. أولا يصلون الى الحضانة القريبة حيث تذهب سارة .. ثم يصلون الى مدرسة أحمد ..
ثم تسير وحيدة مع أمها الى أن يصلا الى مدرستها ..
فتسأل أمها السؤال اليومي: هو بابا جي إمتى؟
فتجيب أمها: يوم الخميس إن شاء الله
فتقول و هي تعد على أصابعها: يعني ننام و نصحى و ننام و نصحى و ننام و نصحى و ننام و نصحى و بابا ييجي؟
فتجيب أمها و هي تبتسم: أيوة يا حبيبتي..
****
يوم الأثنين
-هو بابا جي إمتى؟
-يوم الخميس إن شاء الله
-يعني ننام و نصحى و ننام و نصحى و ننام و نصحى و بابا ييجي؟
- أيوة يا حبيبتي..
****
يوم الثلاثاء
-هو بابا جي إمتى؟
-يوم الخميس إن شاء الله
-يعني ننام و نصحى و ننام و نصحى و بابا ييجي؟
- أيوة يا حبيبتي..
****
يوم الأربعاء
-هو بابا جي إمتى؟
-يوم الخميس إن شاء الله
-يعني ننام و نصحى و بابا ييجي؟
- أيوة يا حبيبتي..