السبت، 6 سبتمبر 2008

أمطار



الآن تسمعه بوضوح .. صوت ارتطام قطرات الأمطار بجهاز التكييف بالخارج..

بمجرد ما سمعت ذلك الصوت .. خرجت كعادتها مسرعة الى الشرفة ..
و بعدما عادت ،استبدلت ملابسها التي أغرقتها الأمطار بأخرى جافة.. و أعادت ربط شعرها بالمنديل الصغير .. الذي نادرا ما تخلعه ..
و عادت الى طفلتها الصغيرة لتكمل ما بدأته معها من شرح لدروسها .. يتخلله قرصات لأذنها .. و زجر متكرر للطفلة .. التي كل ذنبها أن أمها لم تعد هادئة كما كانت سابقا ... نظرا لضغوط الحياه و المشاكل التي لا تنتهي ..
و أخذت تتذكر ما كانت تثيره فيها تلك القطرات الصغيرة قبلا ..
ما اقدر تلك القطرات الصغيرة على أن تعيد إليها الكثير من الذكريات ...
كانت تسمعها و هي تتسابق بالخارج و تطرق لها قطرات صغيرة متكررة على جهاز التكييف ..
كانت تحس أنها تناديها .. فتسرع بارتداء حجابها .. و تخرج مسرعة الى الشرفة..
و تبدأ في مراقبة تلك القطرات التي تنزل في نشاط على كل شئ .. على الجدران .. و أوراق الشجر .. و القلوب.. و السيارات .. فتغسلها كلها
.. فتصبح الدنيا و كأنها قد مستها عصا سحرية .. فأصبحت أكثر اشراقا و بهجة ..
كانت الأمطار وقتها تثير فيها مشاعر رقيقة ..
كانت تحتفظ بالكثير من الدعوات الجميلة .. لها و لأصدقائها و أحبتها لتدعو بها وقت نزول الأمطار .. الذي هو وقت اجابة .. دعوات بالصحة و السعادة ..
كانت دعوات عامة .. لم تكن تدع بشئ معين تظن أنه سيسبب لها السعادة .. ولكنها كانت دائما متفائلة .. و كانت تلك القطرات تزيد بداخلها هذا التفاؤل ..
ثم كانت تنتظر حتى تنتهي الأمطار .. لتدخل إلى المنزل مرة أخرى .. و قد أحست أن الدنيا كلها تبدأ صفحة جديدة جميلة .. خالية من الهموم و الأتربة..
و الآن مازالت تفعل نفس الشئ حينما تسمع ذلك الصوت يناديها ..
تترك ما في يديها و تخرج مسرعة ..
و لكن لم تعد الأمطار تثير فيها من الأحاسيس ما كانت تثيره قبلا ..
فكل ما يدفعها للخروج في سرعة الأن .. هو تجميع الغسيل المنشور بالخارج حتى لا تضطر لغسله مرة أخرى ..
مع دعوة صغيرة .. بالستر

هناك 11 تعليقًا:

Unknown يقول...

ياااااااااه ..

بجد بجد رائعه ..

مش عارفه أوصف ..

بجد ابدعتي

ياسمين

ياسمين نعمان يقول...

شكرا جدا يا ياسمينا ..
نورتي المدونة :-)

دعـاء عـلى يقول...

ما هو لما الواحد بيكبر بتتغير مفاهيمه و أولوياته شويه
بس أنا بجد بعشق المطر و مش هسمح ان العشق ده يتغير (:
حلوه أوى أوى يا ياسمين و خصوصا اخر فقره لان الفكره متجمعه فيها
ايه الابداعات دى يا ناس (:
سلامااااتى

ياسمين نعمان يقول...

فعلا يا دودو المطر ده حاجة جميلة أوي ..
شكرا أوي يا دعاء على تعليقك الجميل .. ده انتي المبدعة و الله :-)

Unknown يقول...

جيت اقراها تاني علي فكره ..

و برضه رائعه

ياسمين نعمان يقول...

يا سلام .. ده انت تنورينا يا ست ياسمينا ..
شكرا جدا ..

فوضى منظمة يقول...

عند نزول المطر .. أحيانا أحب أن أكون أسير شجوني هربا من همّ الواقع .. وأحيانا أكون أسير الواقع هربا من شجون الذكريات

بالتوفيق

ياسمين نعمان يقول...

بشمهندس شاهينشي شكرا جدا على تعليقك.. و ان شاء الله ميكونش الأخير

الطفلة العجوز يقول...

يااااااه

جميلة جميلة جميلة ...
و اجمل ما فيها بساطتها
يمكن شوية شتا طفلة تجري تبص عليهم وتدعي دعوتين ...موضوع مش هيكمل 8 وللا 9 دقايق ....لكن سبحان الله اثره بيكون كبير ....ويفضل الانسان فاكره لحد ما يموت ....فعلا ...
اصغر الاشياء ...هي اكثرها تأثيرا

ياسمين نعمان يقول...

الطفلة العجوز ..
بتحرجيني بذوقك .. شكرا أوي على تعليق الجميل ..
اصغر الاشياء ...هي اكثرها تأثيرا
حلوة دي .. معاك حق
نورتيني

غير معرف يقول...

ياسمينا دي تاني مره بس ادخل علي مدونتك الجميله دي وأول مره هاعلق فيها لأن المره الاولي كانت مبهره بالنسبالي وقعدت اقرأ تدوينات قديمه وتدوينات جديده واستغرقت في القراءه جدا جدا واسلوبك لمسني من جوه فعلا ماشاء الله لا قوة الا بالله فنسيت التعليق ....التدوينةرائعه جدا ولمستني جدااعتقد مفيش حد مش بيحب المطر وبيثير شجونه
فاطمه الزهراء