الآن تسمعه بوضوح .. صوت ارتطام قطرات الأمطار بجهاز التكييف بالخارج..
بمجرد ما سمعت ذلك الصوت .. خرجت كعادتها مسرعة الى الشرفة ..
و بعدما عادت ،استبدلت ملابسها التي أغرقتها الأمطار بأخرى جافة.. و أعادت ربط شعرها بالمنديل الصغير .. الذي نادرا ما تخلعه ..
و عادت الى طفلتها الصغيرة لتكمل ما بدأته معها من شرح لدروسها .. يتخلله قرصات لأذنها .. و زجر متكرر للطفلة .. التي كل ذنبها أن أمها لم تعد هادئة كما كانت سابقا ... نظرا لضغوط الحياه و المشاكل التي لا تنتهي ..
و أخذت تتذكر ما كانت تثيره فيها تلك القطرات الصغيرة قبلا ..
ما اقدر تلك القطرات الصغيرة على أن تعيد إليها الكثير من الذكريات ...
كانت تسمعها و هي تتسابق بالخارج و تطرق لها قطرات صغيرة متكررة على جهاز التكييف ..
كانت تحس أنها تناديها .. فتسرع بارتداء حجابها .. و تخرج مسرعة الى الشرفة..
و تبدأ في مراقبة تلك القطرات التي تنزل في نشاط على كل شئ .. على الجدران .. و أوراق الشجر .. و القلوب.. و السيارات .. فتغسلها كلها
.. فتصبح الدنيا و كأنها قد مستها عصا سحرية .. فأصبحت أكثر اشراقا و بهجة ..
كانت الأمطار وقتها تثير فيها مشاعر رقيقة ..
كانت تحتفظ بالكثير من الدعوات الجميلة .. لها و لأصدقائها و أحبتها لتدعو بها وقت نزول الأمطار .. الذي هو وقت اجابة .. دعوات بالصحة و السعادة ..
كانت دعوات عامة .. لم تكن تدع بشئ معين تظن أنه سيسبب لها السعادة .. ولكنها كانت دائما متفائلة .. و كانت تلك القطرات تزيد بداخلها هذا التفاؤل ..
ثم كانت تنتظر حتى تنتهي الأمطار .. لتدخل إلى المنزل مرة أخرى .. و قد أحست أن الدنيا كلها تبدأ صفحة جديدة جميلة .. خالية من الهموم و الأتربة..
ثم كانت تنتظر حتى تنتهي الأمطار .. لتدخل إلى المنزل مرة أخرى .. و قد أحست أن الدنيا كلها تبدأ صفحة جديدة جميلة .. خالية من الهموم و الأتربة..
و الآن مازالت تفعل نفس الشئ حينما تسمع ذلك الصوت يناديها ..
تترك ما في يديها و تخرج مسرعة ..
و لكن لم تعد الأمطار تثير فيها من الأحاسيس ما كانت تثيره قبلا ..
فكل ما يدفعها للخروج في سرعة الأن .. هو تجميع الغسيل المنشور بالخارج حتى لا تضطر لغسله مرة أخرى ..
مع دعوة صغيرة .. بالستر